المِسبَحة

الأحد, 5 قد 2024 - المجد - Beato Nunzio Sulprizio ( Letture di oggi )

تساعية تساعية الرحمة الإلهيّة

تدخلنا التساعية بعمق أبعد في سرّ الرحمة الإلهيّة. وينبغي عليها أن تتصل بشكل خاصّ بعيد الرحمة. هذا ما كتبته الأخت فوستين: "تبدأ تساعية الرحمة الإلهية التي أمرني يسوع بكتابتها وبالقيام بها قبل عيد رحمة الله، يوم الجمعة العظيمة". وقد حدّد لها الربّ النوايا التي يجب عليها أن تقيمها لأجلها: "أرغب أن تقودي مدّة تسعة أيّام النفوس إلى ينبوع رحمتي حتّى تستقي منها القوة والعذوبة وكلّ النِعَم التي تحتاج إليها في حياة عسيرة وعند ساعة الممات خصوصًا. ستقودين كلّ يوم فريقًا آخر من النفوس إلى قلبي وستغمسين إيّاها في هذا المحيط من الرحمة.... ستقومين بهذا طوال حياتك وفي الأبديّة، سوف تتضرّعين كلّ يوم إلى أبي بشفاعة آلامي المبرحة طالبة النعمة لأجل النفوس". فأجبتُ: يا يسوع، كيف تتلى هذه التساعية؟ ومَن هي تلك النفوس التي ينبغي عليّ أن أقودها أوّلاً إلى قلبك الرحوم؟ فجاءني الجواب: "سوف أعلمك بذلك في كلّ يوم بيومه". تُتلى تساعية الرحمة التي نشرتها الأخت فوستين في أي وقت من الأوقات. إلاّ أن الوقت المفضّل لتلاوتها، حسب رغبة الفادي، فيبدأ يوم الجمعة العظيمة ويمتدّ إلى الأحد الجديد. وفي هذا كتبت الأخت فوستين: "أمرني يسوع أن أتلو هذه التساعية قبل عيد الرحمة وينبغي عليَّ اليوم - الجمعة العظيمة - أن أبدأ بتلاوتها لأجل اهتداء العالم أجمع عساه يتعرّف على الرحمة الإلهيّة فتشيد النفوس كلّها بصلاحه: "أتوق إلى ثقة كبيرة من قِبَل خلائقي... لا تخشَ النفس المسكينة من الدنوّ حتّى وان اقترفت ذنوبًا تساوي حبّات رمل الأرض عدًّا إذ كلّ شيء يُنقّى في لجة تحنّني". وفي يوم عيد الرحمة الإلهية الذي عقب هذه التساعية -9 نيسان سنة 1937-، غاصت نفس الراهبة في الأعماق الإلهيّة واتّحدت سريًّا بأقانيم الثالوث الأقدس الثلاثة: "كانت نفسي قد غمرها سرور لا شبيه له وعرّف الربّ إليّ سعة رحمته وعمقها. آه! لو شاءت النفوس أن تفهم كم يحبّها الله. إنّ التشبيهات جميعها، أكثرها رقّة وقوّة ليسَت سوى ظلال باهتة إزاء الواقع".